
شرعت النيابة العامة، بأمر صريح من النائب العام المستشار سعد الصفران، في حملة توعوية واسعة عبر منصاتها الرسمية، تسبق بدء العمل بالمرسوم بقانون رقم 159 لسنة 2025 في شأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتنظيم استعمالها والاتجار فيها.
وقالت النيابة العامة في بيان صحافي إن المبادرة تأتي لا بوصفها إجراءً إعلامياً فحسب، بل باعتبارها قياماً بواجب المسؤولية، ورسالة لا تحتمل التأويل مفادها بأن المرحلة الآتية ستكون مرحلة حزم وتنفيذ دقيق لأحكام القانون منذ اللحظة الأولى لولادته.
وأشارت النيابة إلى أن الحملة تنهض بعبء إيضاح ملامح القانون الجديد وبيان ما تضمنه من تغليظ للعقوبات على نحو غير مسبوق اقتضته الظروف وفرضه الواقع وهذا التغليظ قد أراد به المشرع أن يقطع دابر العبث بهذه الآفة، وأن يسد كل منفذ يفضي إلى انتشارها.
ووشددت النيابة على أن هذه الحملة تؤكد في مضامينها أن باب التساهل قد أغلق، وأن زمن التهاون قد ولّى، وأن من يعبث بأمن المجتمع من تجار السموم أو مروّجيها لن يجد في القانون متنفسا ولا في الإجراءات مهربا.وتستهدف الحملة – بصورة أساسية – فئتين اثنتين:
أولا – فئة المتعاطين:
من خلال توعية شاملة بالعواقب القانونية التي وردت في القانون الجديد، وضرورة الامتناع عن التعاطي، والانخراط في مسارات العلاج المعتمدة بديلا عن الملاحقة والتي اعتبرها القانون ضمانة لكل من أراد النجاة.
ثانيا – فئة المتاجرين والمروجين:
عبر رسائل تحذير مباشرة تشير إلى أن جرائم الاتجار والترويج ستواجه في ظل القانون الجديد بعقوبات مشددة وحاسمة، وأن يد العدالة ستبلغ كل من سولت له نفسه الاتجار بآلام الناس وأولادهم.
مرحلة الوعي قبل التطبيق
ولفتت النيابة إلى أن الحملة تسعى إلى رفع مستوى الوعي العام قبل دخول القانون حيّز التنفيذ، لتمكين المجتمع من استيعاب حجم التحولات القانونية الجذرية التي ستعيد رسم ملامح المواجهة مع جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية، حتى يكون الإدراك سابقًا على التطبيق، والفهم ملازما للإجراءات.
مواجهة جديدة أكثر حزماً
وأكدت النيابة العامة أن هذه الخطوة ليست إلا مقدمة لازمة تسبق نفاذ أحد أهم القوانين في تاريخ الدولة في هذا المجال، وأنها إيذان بمرحلة جديدة من المواجهة مرحلة لا تعرف المساومة مع من يهدد أمن المجتمع وسلامة شبابه، ولا تمنح المخدرات ومن يتجرون بها مهلة جديدة للعبور بين ثغرات القانون.
ختمت النيابة بأن هذه بداية صفحة أكثر حزمًا، وأشدّ صرامة، وأوضح قصدًا.. صفحة تعلن أن حماية الإنسان وصون المجتمع ليست شعارًا، بل سياسة عامة تترجمها النصوص ويؤكدها التنفيذ، وتنهض النيابة العامة بحملها صونا لأمن الدولة ومستقبل أبنائها.



