اقتصاد وتكنولوجياتقارير ودراساتعاجلعربي وعالمي

تقرير خاص الوفاق | إغلاق إيران لمضيق هرمز سيمثل إعلان حرب عالمية

البرلمان الإيراني يوافق على غلق مضيق هرمز

  • الاغلاق سيحدث خلل في سلاسل التوريد العالمية وسعر النفط قد يصل إلى 200 دولار
  • مضيق هرمز هو عنق الزجاجة البحري للطاقة العالمية و21 مليون برميل يوميًا تمر عبره
  • ثلث النفط البحري العالمي يمرّ من مضيق هرمز و 90 % من صادرات النفط الخليجي تعتمد عليه
  • 20 % من إمدادات الطاقة الفورية قد تُفقد عالميًا إذا أغلقته إيران
  • المضيق هو ممر لشحنات عملاقة من السلع الغذائية والبضائع والتكنولوجيا
  • في 2012 هدد الحرس الثوري الإيراني بإغلاقه وكرر التهديد في أعقاب اغتيال قاسم سليماني
  • إيران تمتلك قدرات عسكرية ولوجستية تمكنها من إغلاق المضيق لكن ستتدخل أمريكا عسكريا لفتحه بالقوة

كتب: محمد أبوزيد

بعد قرار البرلمان الإيراني إغلاق مضيق هرمز الإجراء ردا على قصف الولايات المتحدة مواقع نووية في طهران ، تعيد “الوفاق” نشر تقريرها الخاص الذي نشرته وانفردت به في عددها رقم 304 الصادر يوم 15 يونيو 2025 وهو ما يشير إلى الرؤية المستقبلية الدقيقة لصحيفة الوفاق فيما تنشره من أخبار وتقارير ودراسات خاصة.

وقد ذكر التلفزيون الإيراني، يوم الأحد 22 يونيو 2025 ، أن القرار النهائي في شأن إغلاق مضيق هرمز يعود إلى أعلى هيئة أمنية في إيران، بعد أن أيد البرلمان هذا الإجراء ومن شأن إغلاق إيران المضيق أن يُقيد التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية وسبق أن هددت طهران بإغلاقه دون أن تنفذ تهديدها.

تقرير “الوفاق” نعيد نشره مع تحديث بسيط بأهم مستجدات الأحداث ومنها قيام أميركا بضرب المنشآت النووية الإيرانية يوم 22 يونيو 2025 والتقرير يشرح للقراء الأعزاء التفاصيل عن المضيق الحيوي والمهم للعالم ولدول الخليج العربي والذي يقع بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا و يبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.

طالع: تقرير خاص-الوفاق |هذا ما سيحدث في دول الخليج في حال إغلاق إيران مضيق هرمز!

نص تقرير “الوفاق”:

كشفت مصادر برلمانية وعسكرية إيرانية، أن طهران تدرس بجدية خيار إغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الأكثر حساسية في العالم، وذلك  في خضم تصاعد  الحرب غير المسبوقة  بينها وبين إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية ، ووسط توقعات بردود إقليمية ودولية قد تقلب موازين الأمن العالمي والطاقة والاقتصاد.

لماذا مضيق هرمز مهم إلى هذه الدرجة؟

مضيق هرمز هو عنق الزجاجة البحري للطاقة العالمية، يقع بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويمر عبره نحو 21 مليون برميل من النفط يوميًا، أي ما يعادل نحو ثلث إمدادات النفط المنقولة بحرًا عالميًا، بالإضافة إلى شحنات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال. هذا الممر الضيق، الذي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا في أضيق نقطة، تتحكم إيران فعليًا بشطره الشمالي وتراقبه عسكريًا، ما يجعل التهديد بإغلاقه تهديدًا جادًا وليس مجرد مناورة إعلامية.

تأثيره على دول الخليج

إيران لم تطرح هذا السيناريو في هذا التوقيت للمرة الأولى، بل سبق وهددت به مرارًا في أوقات سابقة، خاصة عند كل تصعيد بينها وبين الولايات المتحدة.

 ففي عام 2012، هدد الحرس الثوري الإيراني بإغلاق المضيق ردًا على العقوبات الأمريكية، وفي عام 2019، وبعد اغتيال قاسم سليماني، لوّحت طهران أيضًا بهذا الخيار.

 إلا أن الفرق اليوم، أننا أمام حرب مفتوحة ومتعددة الجبهات، منها حرب مباشرة مع إسرائيل، وقصف من الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية ، وضربات إسرائيلية غير مسبوقة في عمق إيران.

التاريخ يُخبرنا أيضًا أن مضيق هرمز شهد اضطرابات من قبل، لكنه لم يُغلق فعليًا. ففي الحرب العراقية الإيرانية خلال ثمانينيات القرن الماضي، والمعروفة بـ”حرب الناقلات”، تعرضت عشرات السفن لهجمات من الجانبين، لكن المضيق ظل مفتوحًا. وهذا يفسر الحساسية المفرطة التي يبديها المجتمع الدولي تجاه أي تهديد بإغلاقه.

المضيق ليس مجرد ممر بحري؛ إنه الشريان الذي يضخ الحياة في الاقتصاد العالمي. نحو 90% من صادرات النفط الخليجي تمر عبره، وتحديدًا من السعودية، العراق، الكويت، قطر، الإمارات. وإذا ما تم إغلاقه، ستجد هذه الدول نفسها أمام كابوس اقتصادي. والإمارات والسعودية كانتا قد أنشأتا خطوط أنابيب تتجاوز المضيق جزئيًا، لكن هذه لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من احتياجات التصدير.

ولا يمكن الحديث عن الإغلاق دون التطرق لتأثيره على الغاز المسال. فدولة مثل قطر تُعد أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وكل صادراتها تمر من هرمز،وتعطيل هذا الشريان يعني أزمة طاقة خانقة في أوروبا وآسيا، حيث تعتمد دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية بشكل شبه كامل على واردات الغاز القطري.

سلاسل التوريد العالمية

أزمة إغلاق المضيق ستخلق أيضًا خللًا في سلاسل التوريد العالمية، فالمضيق لا يقتصر فقط على النفط والغاز، بل تمر من خلاله أيضًا شحنات عملاقة من السلع والبضائع والتكنولوجيا. الموانئ الخليجية مثل جبل علي في دبي، و”رأس لفان” في قطر، و”ميناء الأحمدي” في الكويت، كلها تعتمد على عبور آمن وسلس عبر هرمز. ومع الإغلاق، ستتحول هذه الموانئ إلى نقاط اختناق بحرية، وتبدأ الشاحنات والسفن بالتكدس، وسيتأثر كل شيء:

هل تستطيع إيران إغلاقه فعليًا؟

من الناحية العسكرية، تمتلك إيران قدرات متقدمة لعرقلة الملاحة في المضيق، تشمل:

ألغام بحرية متطورة يمكن نشرها خلال ساعات. وزوارق هجومية سريعة تابعة للحرس الثوري يمكنها تنفيذ عمليات شلّ لحركة السفن. وصواريخ ساحل-بحر دقيقة مثل “نور” و”خليج فارس”. وطائرات مسيّرة انتحارية. ومنظومات تشويش واتصالات تعيق الملاحة والإنذار المبكر.

لكن من الناحية الاستراتيجية والسياسية، فإن قرار الإغلاق الكامل للمضيق يُعد مقامرة كبرى، لأنه يعني إعلان حرب مفتوحة ليس فقط على إسرائيل بل على المجتمع الدولي كله، وعلى رأسه الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ماذا سيحدث للعالم؟

إذا نفذت إيران تهديدها، فالعالم سيواجه سلسلة الأزمات المرعبة التي ستواجه العالم ومنها:

1. انفجار أسعار النفط والغاز، فمن المرجّح أن يتجاوز سعر برميل النفط حاجز 200 دولار خلال أيام،وستفقد الأسواق العالمية  ما لا يقل عن 20% من إمداداتها الفورية من النفط والطاقة، وستدخل الدول الصناعية الكبرى، أوروبا، الصين، الهند  في سباق محموم لإيجاد بدائل.

2. ركود اقتصادي عالمي : فارتفاع أسعار الطاقة سيقود إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج والنقل،و ستشهد الأسواق  هزات عنيفة في الأسهم والبورصات،والبنوك المركزية قد تتجه لرفع الفوائد بشكل اضطراري، ما يعمق الركود.

3. أزمة في سلاسل الإمداد : توقف الملاحة في المضيق يعني تكدس السفن وشلل في خطوط الإمداد ،وستعاني دول الخليج ومن بينها  الكويت وقطر والبحرين والإمارات من عزل شبه كامل.

4. تصعيد عسكري فوري : إذا أقدمت إيران علي هذه الخطوة فمن المرجح أن تفعل  أمريكا خطط الردع البحري في غضون ساعات و تدخل أساطيل عسكرية أمريكية لفتح المضيق بالقوة وسيؤدي التدخل العسكري الأمريكى بإشعال  الخليج بأكمله، من باب المندب وحتى البصرة.

أشكال التدخل العسكري الأمريكي المحتمل

 يجمع كل المراقبين على أن فرص التدخل العسكري الأمريكي المباشر في حال إغلاق إيران لمضيق هرمز تكاد تكون محسومة فللولايات المتحدة قواعد عسكرية بحرية في الخليج.

والأسطول الخامس الأمريكي مسؤول مباشرة عن حماية الملاحة في الخليج،كما أن أمريكا حركت بالفعل مدمرات أمريكية وخاملات طائرات باتجاه المنطقة ،وأي  تهديد مباشر لمصالح واشنطن، قد يعقبه تدخل عسكري أمريكي  مباشر لفتح  مضيق هرمز.

وقد يأتي هذا التدخل عبرة  عدة سيناريوهات منها: قصف البنية التحتية الإيرانية في بندر عباس وقواعد الحرس الثوري. وفرض حصار بحري شامل على إيران. واستخدام قوات خاصة لفتح الممر البحري بالقوة.

سيناريوهات الساعات المقبلة

إيران قد تقوم بإغلاق جزئي مؤقت لمضيق هرمز وهو ما قد سيؤدي لارتفاع أسعار النفط. أما في حال قيام إيران بإغلاق كامل للمضيق، فسيحدث تدخل عسكري أمريكي مباشر، وقد تحدث حرب واسعة لفتح المضيق بالقوة العسكرية فإغلاق مضيق هرمز ليس مجرد تهديد عبثي، بل أداة استراتيجية بيد إيران تستخدمها في أشد لحظات التوتر.

لكن تنفيذ هذا التهديد قد يُدخل العالم في دوامة من الحروب والأزمات الاقتصادية غير المسبوقة. والعالم يراقب عن كثب، والعواصم الكبرى باتت تتعامل مع التهديد على أنه سيناريو قابل للتحقق في أي لحظة.

author avatar
صحيفة الوفاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock