المحلياتتقارير ودراساتثقافة وفنونعاجل

الوفاق الرمضاني – العدد 7 | الرد على شبهة وجود تعارض بين الأحاديث النبوية

الشبهات التي تطعن في الإسلام والردود عليها (7)

ثانيا – الردود على الشبهات التي تطعن في النبي محمد صلى الله عليه وسلم

الشبهة الثالثة – هناك تعارض بين الأحاديث النبوية

مقدمة

يتعرض الإسلام منذ اللحظات الأولى لظهوره – ولا يزال حتى اليوم – للهجوم وإثارة الشبهات حوله والتشكيك في عقائده وتعاليمه، والواقع يبين لنا أن الشبهات التي تثار ضد الإسلام منذ ظهر وحتى اليوم هي شبهات مكررة ولا تختلف مع بعضها إلا في الصياغة أو محاولة إعطائها صبغة علمية. ومواجهة تلك الشبهات تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر ذلك على أوسع نطاق خاصة في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والاستخدام المتزايد لشبكة الاتصالات الدولية “الإنترنت “، وقد نهض مفكرو الإسلام – في فترات مختلفة – بالقيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوم للرد.

وتعميما للفائدة، ستواصل صحيفة ” الوفاق” خلال شهر رمضان المبارك، نشر الردود على كل شبهة من هذه الشبهات المثارة، والتي تتردد في عصرنا بشكل أو بآخر، من خلال عرض ما جاء في بعض المراجع منها كتاب ” حقائق إسلامية في مواجهة حملات التشكيك ” للدكتور محمود حمدي زقزوق، وهو من إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر بتاريخ المحرم ١٤٢٢هـ – أبريل ٢٠٠١م . وكتاب” مختارات من كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين” – إشراف وتقديم  د . محمود حمدى زقزوق – وزارة الأوقاف – القاهرة – بدون تاريخ.  وكتاب ” في جولة مع المستشرقين ” – للأستاذ عبد الخالق سيد أبو رابية – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1976. ونأمل أن يسهم نشرنا لهذه الردود في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وإزالة بعض ما علق بالأذهان من سوء فهم لتعاليمه وعقائده، والله من وراء القصد.

الرد على الشبهة الثالثة –  هناك تعارض بين الأحاديث النبوية:

من الشبهات التي تثار حول الأحاديث النبوية أن هناك تعارضا بين هذه الأحاديث، الأمر الذي يعنى إسقاط حجيتها .

الرد على الشبهة:

ردا على ذلك نضيف إلى ما سبق ما يلى :

1 – لقد أكد القرآن الكريم على الأخذ بما جاء به الرسول في قوله: ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )- الحشر : 7 ، ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) – النساء : 80 . وقد اشتملت الأحاديث النبوية على ما أتانا به الرسول وما نهانا عنه. ومن هنا فالسنة النبوية ضرورية لا نستطيع أن نتخلى عنها، وإلا كنا مخالفين للقرآن الكريم نفسه.

2- ليست هناك مشكلة في تمييز الأحاديث الصحيحة من غير الصحيحة ، فهذا أمر قد بذل فيه علماء المسلمين جهودا خارقة منذ قرون – كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في الرد على الشبهة السابقة . والسنة لا يمكن الاستغناء عنها لأنها الأصل الثاني للإسلام، ولا يجوز التخلي عن هذا الأصل بسبب توهم وجود تعارض في بعض الأحاديث النبوية. فهذا التعارض – إن وجد – غير حقيقي، ويمكن بیان وجه الصواب فيه بالتأكد من صدق الروايات بناء على القواعد العلمية الدقيقة التي وضعها علماء الحديث في هذا الشأن.

3 – السنة النبوية شارحة لما أتى مجملا في القرآن الكريم فكيف يمكن التخلي عنها بناء على أسباب متوهمة؟ إننا نحن المسلمين نؤدى صلاتنا يوميا بالطريقة التي وضحتها لنا السنة النبوية. وهذا التفصيل الوارد في السنة بشأن الصلاة كما نؤديها لم يرد في القرآن الكريم. وهناك أمثلة كثيرة مشابهة

4 – الكتب المقدسة للأديان السابقة وردت بطريقة مشابهة للطريقة التي وردت إلينا بها الأحاديث النبوية، ولم يطلب أحد من أصحاب هذه الديانات التخلي عنها لوجود بعض التعارض فيها أو بعض الأخبار غير الموثقة ، فالعقل والمنطق يدعو فى مثل هذه الأحوال إلى ضرورة التثبت من المرويات، وهذا ما فعله علماء المسلمين بالنسبة للأحاديث النبوية منذ قرون عديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock