الكويت تحتفي بمرور 5 سنوات على قرار مجلس الأمن الدولي حول المفقودين
السفير الهين ذكّر بمآسي فترة الغزو التي أسفرت عن أسر وفقد واستشهاد عدد من المواطنين
أقام مندوب الكويت الدائم لدى مكتب الامم المتحدة في جنيف السفير ناصر الهين الثلاثاء احتفالية مصغرة في مقر بعثة السفارة الكويتية في جنيف حضرها سفراء الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جنيف وممثلون عن مجموعة دول التحالف الدولي من اجل المفقودين، إضافة إلى سفراء دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال السفير الهين في تصريح لـ”كونا”: ان احتفاء الكويت يأتي بمناسبة مرور الذكرى الخامسة التي تصادف اليوم 11 يونيو 2019 على اعتماد مشروع قرار كويتي بالإجماع من لدن مجلس الأمن الدولي تحت رقم 2474 الخاص بالمفقودين والأسرى، والذي تشرفت الكويت بتقديمه خلال عضويتها في مجلس الأمن للعامين 2018 – 2019.
واكد أهمية البعد الإنساني لهذا القرار المقدم من الكويت خلال تقلدها منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للعامين 2018 – 2019، خاصة ان الكويت أقامت هذه الاحتفالية بمناسبة الذكرى الخامسة لصدور القرار الخاص بالمفقودين والأسرى، والذي يعود السبب فيه إلى التجربة المؤلمة والعسيرة التي مرت بها الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت.
وأعاد السفير الهين التذكير بمآسي فترة الغزو التي أسفرت عن أسر وفقد واستشهاد عدد من الكويتيين لاسيما الأسرى الذين يبلغ عددهم حوالي 380، معربا في الوقت ذاته عن أسفه لعدم اتضاح مصيرهم حتى الآن رغم مضي أكثر من 34 عاما.
وبين أن الهدف المرجو من وراء التذكير بالقرار 2474 الذي مضى على صدوره 5 سنوات هو حث كل الدول على تنفيذ هذا القرار من خلال اتخاذ تدابير ملموسة وذات فعالية أكبر لمنع حالات اختفاء الأشخاص استجابة للدعوات الملحة والمحقة لأسرهم الذين ينشدون راحة البال بتوضيح مصيرهم من ناحية واحتراما لكرامة الموتى من ناحية أخرى.
وأفاد بأن التحالف العالمي من أجل المفقودين دعا بهذه المناسبة كل الدول إلى ضمان أن يبقى تحديد مصير الأشخاص المفقودين أولوية على الأجندة الدولية.
وتطرق إلى الجهود التي يبذلها التحالف الدولي من اجل المفقودين، مشيرا إلى ان هذا التحالف يؤكد أنه من حق الأسر والمجتمعات الحصول على إجابات حول مصير أحبائهم بالإضافة إلى تحقيق العدالة عن أي انتهاكات للقانون الوطني أو الدولي، الأمر الذي من شأنه المساهمة في بناء السلام المستدام.
كما اشار السفير الهين، إلى ان التحالف الدولي من أجل المفقودين يشدد على أهمية الممارسات الجيدة وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول بهدف دعم الدول الأخرى للاستفادة من هذه التجارب التي تعتمد أساسا على التأهب والوقاية والاستجابة المبكرة لتجنب فقدان عدد كبير من الأشخاص.
وتابع قائلا إنه من دون اتخاذ أي تدابير ملموسة كما ينص القرار 2474 فإن قضايا الأشخاص المفقودين ذات التعقيد تتطلب وقتا مضاعفا وتستلزم بحثا مكلفا لحلها.
وفي معرض سؤاله عن مدى خبرة دول التحالف في التعاطي مع ملف الأشخاص المفقودين جراء النزاعات قال السفير الهين ان العديد من الدول الأعضاء في هذا التحالف تمتلك خبرة ومعرفة في حل القضايا المتعلقة بالأشخاص المفقودين جراء النزاعات المسلحة اكتسبوها عبر إنشاء آليات بحث ذات إستراتيجيات متعددة التخصصات وعلى نطاق واسع تأخذ في عين الاعتبار احتياجات أسر الأشخاص المفقودين ومصلحتهم، كما يمتلك بعضهم الخبرة في أطر العدالة الانتقالية التي تؤثر على الأشخاص المفقودين.
واعتبر السفير الهين أن التعاون والدعم الدولي والإقليمي والثنائي لترجمة الإرادة السياسية إلى أفعال هو مفتاح النجاح لهذه الجهود.
وأكد السفير الهين ان دولة الكويت تسعى إلى تعزيز التعاون بخصوص المفقودين والأسرى الكويتيين مع الجانب العراقي وعبر اللجنة الثلاثية وأعضاء التحالف بأن يكون هناك تعاون اكبر للكشف عن مصيرهم.
وأوضح ان ذلك هو السبب الرئيسي الذي دفع الكويت إلى طرح مشروع القرار على مجلس الأمن، مشددا على انه قرار إنساني يحاكي مآسي الأسرى والمفقودين في الصراعات المسلحة ويلفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة التركيز على هذه القضية الإنسانية واعتماد آليات ناجحة تساعد في عمليات البحث عن المفقودين وإعادتهم إلى اهاليهم وذويهم.
وشدد المندوب الدائم للكويت على أهمية هذا القرار الإنساني البحت، منوها بحكمة الدول الاعضاء في مجلس الأمن للدفع بكل قوة لاعتماد مشروع القرار الكويتي إيمانا منها بعدالة هذه القضية وبعدها الإنساني العالمي فضلا عن الإشادة بما تقوم به دول التحالف من أجل المفقودين لإيجاد حلول لمثل هذه القضايا الانسانية.
وأوضح السفير الهين أن القرار الكويتي الذي اعتمد بالإجماع لا يقتصر على العراق في حد ذاته بل يمس قضية دولية موجودة في كل الصراعات من الحرب العالمية الأولى ولغاية يومنا هذا بوجود مفقودين ليس لهم أثر، لذلك فإن القرار 2474 يؤكد ضرورة إيجاد الآليات المناسبة للكشف عن مصيرهم.
واعتبر ان مشاركة الدول الـ 15 الاعضاء في مجلس الأمن في هذه الاحتفالية بعد خمس سنوات من اعتماد مشروع القرار الكويتي دليل على التزامها بهذا القرار خصوصا في بعده الإنساني الذي يلامس قضية وطنية في الكويت بشأن الأسرى والمفقودين، مذكرا بأن الكويت ركزت بشدة خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي 2018 – 2019 على البعد الإنساني الدولي لهذا المشروع الذي يمس الإنسانية قاطبة.
واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2474 الذي قدمته الكويت في 11 يونيو 2019 حول المفقودين نتيجة النزاعات المسلحة في جلسة رأسها آنذاك سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله حينما كان وزيرا للخارجية.
وأعرب المجلس في قراره المذكور عن قلقه إزاء الزيادة الهائلة في عدد الأشخاص الذين أبلغ عن فقدانهم نتيجة الصراعات المسلحة، مؤكدا إدانته الشديدة للاستهداف المتعمد للمدنيين أو غيرهم من المشمولين بالحماية في حالات النزاعات المسلحة، مهيبا بجميع أطراف الصراعات وضع حد لهذه الممارسات وفقا للالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني