
نظّم مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي فعالية «البحر تاريخ أجدادنا» التي تسلّط الضوء على التراث البحري الكويتي، وتعيد إحياء المهن والحرف القديمة المرتبطة بالبحر، باعتباره أحد أهم مصادر الرزق في تاريخ الكويت منذ نشأتها.
قال محمد كمال، مؤسس فريق «إكسبو 965»، إن هذه الفعالية متخصصة بالكامل في التراث البحري، وتحمل شعار «البحر تاريخ الأجداد».
وأضاف أن المعرض يضم مجموعة من المقتنيات البحرية القديمة والحرف اليدوية المرتبطة بالبحر، مثل صناعة «الديين» و«الفطام» و«المفلاقة» وغيرها من الأدوات التقليدية.
وأكد كمال أن البحر كان مصدر رزق أساسي للكويت قديمًا، سواء من خلال الغوص على اللؤلؤ أو السفر والتجارة عبر السفن، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على هذا الماضي ونقله للأجيال من خلال مشاركات فريق «إكسبو 965» للحرفيين والمبدعين الكويتيين.
من جانبه، أوضح سيد إسماعيل بهبهاني، مسؤول متحف العلوم العربية الإسلامية، أن الفعالية تُقام ضمن أنشطة متحف النقل والروبوتات، وتهدف إلى إبراز جانب مهم من تاريخ وثقافة الكويت، المتمثل في علاقتها بالبحر.
وبيّن أن المعرض يعرض أدوار البحر المتعددة في حياة الكويتيين قديمًا، مثل الغوص والسفر وصيد الأسماك واللؤلؤ، إلى جانب عرض مجموعة من الحرفيين الكويتيين الذين يقدم كل منهم حرفة بحرية مختلفة.
أما الباحث في اللهجة الكويتية حسين القطان، فأشار إلى أن مشاركته تهدف إلى إعادة تقديم المعلومات والمصطلحات البحرية القديمة للجمهور.
وأوضح أن من بين المصطلحات القديمة المعروضة هو الاسم القديم للكويت «عوعو»، وهو اسم كان مستخدمًا في الخليج. كما استعرض بعض المفردات المرتبطة بالغوص، مثل أدوات الغواص و«صوغة الغواص» لأولاده.
وأضاف القطان أن «فرس البحر» كان يُعرف قديمًا باسم «بوزيزي» في الكويت والخليج، وهو اسم مستمد من الصوت الذي يسمعه الغواص تحت الماء. كما عرض مصطلح «الدقس»، وهو نوع من الكائنات البحرية يشبّهه البعض بالدولفين، وبيّن حضوره في الأمثال والتشبيهات الشعبية.
وفي السياق ذاته، استعرض عبدالله النصيري، أحد أعضاء فريق «إكسبو 965» وطواش، اللباس التقليدي للكويتيين في أوائل القرن العشرين، موضحًا أنه كان يتكون من «الدقرة» والبشت والغترة «المبكرة» والعقال «الشطفة»، وهو الزي الذي كان يرتديه الطواويش والتجار والشيوخ في تلك الحقبة.
وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي للحفاظ على التراث الكويتي، ونقل المعرفة التاريخية للأجيال الجديدة من خلال تجارب حيّة تجمع بين المقتنيات والحرف والموروث الشفهي.



