اقتصاد وتكنولوجياتقارير ودراساتعاجل

تقرير| الشال: التفاوت الحاد لمعدلات دوران الأسهم في بورصة الكويت يتطلب تدخلا رقابيا

للتحليل والحكم فإن كان هناك خطأ فقد تشمل مخاطره كل المتداولين في السوق

  • بورصة الكويت الأعلى في تحقيق المكاسب مقارنة بأداء بورصات الخليج الأخرى

ارتفعت سيولة بورصة الكويت المطلقة بنحو 89.8% في الشهور العشرة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، حيث بلغ إجماليها نحو 22.6 مليار دينار كويتي مقارنة بنحو 11.9 مليار دينار كويتي. وارتفعت قيمة معدل التداول اليومي، وهو مؤشر أكثر دقة، إلى نحو 111.4 مليون دينار كويتي، أو بزيادة قدرها 92.6% عن مستوى تلك القيمة للفترة ذاتها من عام 2024. ومع ذلك الارتفاع في السيولة، حقق مؤشر السوق العام مكاسب بنحو 22.7% مقارنة بمستواه منذ بداية العام، ليصبح الأعلى في تحقيق المكاسب مقارنة بأداء بورصات الخليج الست الأخرى.

وجاء في تقرير وحدة البحوث الاقتصادية بمركز الشال للاستشارات: إن ارتفاع السيولة ومكاسب المؤشر بشكل عام يعتبران مساراً إيجابياً، ولكن توزيع السيولة بين السوقين الأول والرئيسي، وضمنهما بين شركاتهما، يحتاج إلى تحليل، ولا بأس من دعمه إن كان صحياً، ولابد من مراجعته إن لم يكن صحياً.

وقمنا بحساب معدل دوران الأسهم (محسوباً على أساس سنوي) الأعلى لعشر شركات، فكان معدل الدوران لأعلاها 17.91 مرة، ولأدناها 6.02 مرة، بينما مساهمة أعلاها معدل دوران في قيمة كل السوق 0.12%، ومساهمة أدناها معدل دوران في إجمالي قيمة السوق 0.02%. ويتضح الفارق الشاسع في تفاوت معدل الدوران عندما نحتسب معدل الدوران لكل السوق البالغ 0.51 مرة، فإن إجمالي سيولته نحو 27.3 مليار دينار كويتي (محسوباً على أساس سنوي)، مقابل قيمة إجمالية لكل شركاته بنحو 54 مليار دينار كويتي.

بلغت مساهمة الشركات العشر الأعلى معدل دوران في سيولة السوق نحو 16.8% بحصولها على 3.8 مليار دينار كويتي، بينما كانت مساهمتها في قيمة كل شركات السوق كما في نهاية أكتوبر الفائت 0.7%، أو أقل من 1%، أي أن مساهمة سيولتها تبلغ 23.5 ضعف مساهمتها في قيمة السوق. وتتضح الفوارق عند مقارنتها مع ثلاث أكبر شركات تشغيلية، فقد كانت مساهمة بيت التمويل الكويتي في سيولة السوق حتى نهاية أكتوبر نحو 8.7% من إجمالي السيولة، وقيمته السوقية نحو 26.7% من قيمة السوق، وحقق معدل دوران بحدود 0.16 مرة.

 وحصد بنك الكويت الوطني نحو 4.8% من سيولة السوق، وساهم بنحو 17.0% من قيمته السوقية، وحقق معدل دوران لأسهمه بنحو 0.14 مرة. كما حصد بنك بوبيان نحو 1.7% من سيولة السوق، وساهم بنحو 5.8% من قيمته الإجمالية، وحقق معدل دوران لأسهمه بنحو 0.14 مرة أيضاً.

صحيح أنه من المنطقي أن يكون هناك تفاوت في معدل دوران الأسهم لصالح الشركات الصغيرة لانخفاض قيمتها السوقية، ولكن ليس بمستوى، ولا حتى قريب، من ذلك التفاوت الشاسع الذي تسطره الأرقام المذكورة.

لسنا بصدد إصدار حكم على ما هو تداول صحي أو غير ذلك، والواقع أنه ليس هناك معيار موحّد لإصدار حكم جماعي، فلكل حالة ما لها وما عليها، ولكننا نعتقد بوجوب قيام الهيئات الرقابية بالتحليل والحكم، فإن كان هناك خطأ، فقد تشمل مخاطره كل المتداولين في السوق.

author avatar
صحيفة الوفاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى