الوفاق الرمضاني | الشبهات التي تطعن في الإسلام والردود عليها (2): زعموا أن القرآن تلفيق من الديانات السابقة
الردود على الشبهات التي تطعن في القرآن الكريم

الشبهات التي تطعن في الإسلام والردود عليها (2 )
الردود على الشبهات التي تطعن في القرآن الكريم
الشبهة الثانية – زعموا أن القرآن كان تلفيقا من الديانات السابقة

مقدمة
يتعرض الإسلام منذ اللحظات الأولى لظهوره – ولا يزال حتى اليوم – للهجوم وإثارة الشبهات حوله والتشكيك في عقائده وتعاليمه، والواقع يبين لنا أن الشبهات التي تثار ضد الإسلام منذ ظهر وحتى اليوم هي شبهات مكررة ولا تختلف مع بعضها إلا في الصياغة أو محاولة إعطائها صبغة علمية. ومواجهة تلك الشبهات تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر ذلك على أوسع نطاق خاصة في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والاستخدام المتزايد لشبكة الاتصالات الدولية “الإنترنت “، وقد نهض مفكرو الإسلام – في فترات مختلفة – بالقيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوم للرد.
وتعميما للفائدة، ستواصل صحيفة ” الوفاق” خلال شهر رمضان المبارك، نشر الردود على كل شبهة من هذه الشبهات المثارة، والتي تتردد في عصرنا بشكل أو بآخر، من خلال عرض ما جاء في بعض المراجع منها كتاب ” حقائق إسلامية في مواجهة حملات التشكيك ” للدكتور محمود حمدي زقزوق، وهو من إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر بتاريخ المحرم ١٤٢٢هـ – أبريل ٢٠٠١م . وكتاب” مختارات من كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين” – إشراف وتقديم د . محمود حمدى زقزوق – وزارة الأوقاف – القاهرة – بدون تاريخ. وكتاب ” في جولة مع المستشرقين ” – للأستاذ عبد الخالق سيد أبو رابية – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1976. ونأمل أن يسهم نشرنا لهذه الردود في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وإزالة بعض ما علق بالأذهان من سوء فهم لتعاليمه وعقائده، والله من وراء القصد.
الشبهة الثانية: القرآن كان تلفيقا من الديانات السابقة
الرد على الشبهة:
1 – لو كان القرآن بالفعل ملفقا من الكتب الدينية السابقة فهل كان معاصرو محمد ومعارضوه من كل الاتجاهات سيسكتون عن ذلك؟ لقد كانوا يتصيدون له التهم. فكيف غاب عنهم ذلك ولم يكشفوا عنه؟ إن كل ما استطاع المعارضون أن يدعوه لم يخرج عن إطار التعميمات التي لا تستند إلى أي أساس علمي. وقد أشار القرآن الكريم نفسه إلى هذه الدعاوى الباطلة – كما سبق أن أوردنا ذلك في الرد على الشبهة السابقة .
2 – لقد اشتمل القرآن الكريم على الكثير من التشريعات والتعاليم التي لا وجود لها في كتب الديانات السابقة، فضلا عن إحاطته بتفصيلات لأخبار الأمم السابقة واشتماله على أمور غيبية تحققت بالفعل كما أخبر بذلك القرآن، مثل مصير الصراع بين الروم والفرس. وهذه كلها أمور لم يكن يعرفها محمد ولا قومه ولا أصحاب الديانات السابقة.
3 – لقد دعا القرآن الكريم إلى العلم واحترام العقل واستخدامه، وعلى أساس من تعاليمه الجديدة استطاع المسلمون في فترة زمنية قصيرة نسبياً أن يبنوا حضارة حلت محل الحضارات السابقة عليها واستمرت قرونا عديدة. فإذا كان القرآن قد أخذ من الديانات السابقة فلماذا لم تشتمل هذه الديانات على هذه التعاليم وتقوم بنفس الدور الذي قام به الإسلام؟
4 – القرآن الكريم كله كتاب متسق في نظمه وأسلوبه وتعاليمه، فلو كان ملفقا من كتب سابقة لكان متناقضا ومفككا وغير محكم نظرا لاختلاف المصادر. وفضلا عن ذلك فالقرآن الكريم يخاطب العقل دائما، ويخلو من الأساطير والخرافات، ويعتمد الدليل والبرهان، ويطالب خصومه بذلك قائلا: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين). البقرة: ١١١، الأنبياء: ٢٤، النمل : ٦٤ ، القصص : ٧٥ .
وهذا النهج يعد نهجا جديدا غير مسبوق، وبالتالي فإنه لا يمكن أن يكون مستعاراً من ديانات سابقة.
5 – أما بالنسبة للثقافة الجاهلية – التي قيل أيضا إن القرآن قد اعتمد عليها – فإن الثابت أن الإسلام قد رفض عقائد الجاهلية الباطلة وعاداتها السيئة وتقاليدها البالية. وأحل محلها عقائد صحيحة وعادات حسنة وتقاليد مقبولة. فما هي الثقافة الجاهلية إذن التي أخذها الإسلام من الجاهلية؟
