تقرير | حصاد 2024.. أحداث محلية رسمت ملامح المسار الجديد في البلاد
كان عام 2024 محطة فارقة في تاريخ الكويت الحديث حيث شهد أحداثا سياسية واقتصادية ورياضية وإنسانية رسمت ملامح المسار الجديد للبلاد، لتبقى الكويت نموذجًا للإصرار على التغيير في وجه التحديات المحلية والإقليمية والدولية. وبدأ عام 2024 بتعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيسًا لمجلس الوزراء إيذانًا ببدء مرحلة جديدة، ولكن في الخامس عشر من فبراير، أصدر سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مرسومًا أميريًا بحل مجلس الأمة، قرارٌ استند إلى تجاوزات اعتُبرت ماسة بثوابت الدستور.
وأُجريت انتخابات نيابية في أبريل، ليُعاد تشكيل المجلس. لكن الأحداث لم تتوقف عند هذا الحد في ظل تأزيم سياسي نيابي، ففي مايو، صدر أمر أميري بحل المجلس ووقف العمل ببعض مواد الدستور، وذلك لمدة لا تزيد عن أربع سنوات، ما شكّل نقطة تحول تاريخية في المشهد السياسي الذي شهد تأييدا واسعا للقرار.وسرعان ما أدت حكومة الشيخ أحمد العبد الله اليمين الدستورية في أعقاب هذه التطورات. وفي الأول من يونيو صدر أمر أميري بتزكية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وليا للعهد تلاه في الثاني من يونيو أمر أميري بتعيين سموه وليا للعهد.
اقتصاديًا، شهدت البلاد إنجازًا كبيرًا بتدشين سمو الأمير التشغيل الكامل لمصفاة الزور النفطية، إحدى أكبر المصافي في العالم، ما رفع الطاقة التكريرية لمستويات غير مسبوقة. وخلال العام 2024 فقدت الكويت أسماء بارزة، بينهم الشيخ سالم العلي السالم الصباح، عميد أسرة آل الصباح ورئيس الحرس الوطني، ورئيس الوزراء الأسبق الشيخ جابر المبارك. كما ودّعت رجل الأعمال محمد الشارخ، مؤسس شركة «صخر» وأول من أدخل اللغة العربية إلى عالم الحاسوب.
إقليميا استضافت الكويت القمة الخليجية الـ 45، حيث ناقشت ملفات الأمن الإقليمي والتحديات المشتركة. كما انطلقت بطولة «خليجي 26» على أرض الكويت، وسط حماس جماهيري واسع.
وشهد العام أيضًا صدور مرسوم أميري بتشكيل اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية بهدف فحص ومراجعة ملفات الجناسي، والتي قررت بدورها سحب وفقد الجنسية من آلاف الأشخاص من المزورين والمزدوجين وغير المستحقين للتجنيس، كما قررت الحكومة في أكتوبر اعتماد نظام العمل المسائي ليبدأ العمل به في يناير 2025، خطوةٌ قد تغيّر من واقع سوق العمل في البلاد.
المآسي لم تغب عن العام، حيث أودى حريقٌ في بناية بمنطقة المنقف بحياة 49 شخصًا، وأصيب آخرون معظمهم من العمالة الوافدة في مأساةٌ كبيرة تركت خلفها مشاعر حزن وفقدان لا توصف.