تقرير | الكويت تحتفي بالعمل الخيري في يومه الدولي بمواصلة دعم العاملين فيه
أعداد الدول المستفيدة من الحملات الخيرية في العامين السابقين بلغت 19 دولة
(كونا) – تزامنا مع احتفاء العالم باليوم الدولي للعمل الخيري الذي يصادف الخامس من سبتمبر من كل عام يبدو دور دولة الكويت الخيري والإنساني ساطعا في كل حين ولا سيما في هذه المناسبة من خلال تعميق دورها الريادي ومواصلة تقديم أوجه الدعم المختلفة للعاملين في هذا القطاع.
فمنذ نشأة الكويت وحتى اليوم لا تزال حريصة على دورها المعطاء محليا وعالميا ويبرز ذلك عبر إشهار الجمعيات الخيرية وإنشاء الفرق التطوعية وتعزيز سبل التنسيق الداخلي والخارجي لإتمام مهام العمل الخيري علاوة على تفعيل دور المتابعة والاشراك في العمل الخيري وتذليل العقبات والصعاب أمامه.
وتعمل البلاد عبر مؤسساتها وجهاتها الرسمية مثل وزارات الشؤون الاجتماعية والإعلام والدفاع والخارجية وغيرها لإيصال رسائلها التاريخية السامية في غوث ومساعدة وتحسين معيشة الإنسان أينما كان دون عنصرية أو تمييز الأمر الذي أتاح للعاملين في القطاع الخيري الكويتي المناخ الآمن لتحقيق انجازات خيرية لافته تحسب لسجل البلاد الحافل في هذا المجال.
ويهدف اليوم العالمي إلى توعية وتحفيز الجميع والمنظمات غير الحكومية وأصحاب العمل لمساعدة الآخرين عبر مجالات التطوع والعمل الإغاثي.
ويحرص العاملون بهذا القطاع في ظل هذا الدعم الرسمي والشعبي على ترجمة أهداف اليوم العالمي على أرض الواقع بنشر ثقافة التطوع ومساعدة وإغاثة الآخرين ومن بينها إطلاق الحملات وعقد اتفاقيات بهدف الإسراع من وتيرة تنفيذ المشاريع الخيرية وايصال المواد الاغاثية المتنوعة لصالح المجتمعات المتضررة.
وفي هذا السياق قال المدير العام للجمعية الكويتية للاغاثة عبدالعزيز العبيد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجمعية تؤكد مع دعم الجهات الرسمية في البلاد سعيها قدما نحو مواصلة التدخل الخيري وانجاز المشاريع المتنوعة بالمجتمعات المتضررة بسبب الكوارث والأزمات الانسانية وعلى رأسها قطاع غزة والسودان واليمن ولبنان والشمال السوري والصومال وبنغلاديش وغيرها من الدول.
وأكد العبيد أن تنفيذ المشاريع يتم عبر عقد اتفاقيات وتعاون مع شركائها في العمل الخيري الكويتي المشترك وشركائها المحليين في المناطق المستفيدة والمؤسسات والمنظمات الإنسانية الدولية والأممية.
وبين أن من أبرز مجالات العطاء الكويتي تكمن في المساعدات الصحية والإيوائية والغذائية والتنموية والتعليمية وجميع ما يحقق أهداف التنمية المستدامة للقضاء على أشكال الجوع والفقر والمرض والجهل والتخفيف من آثاره المترتبة عليه.
وأوضح أن (الكويتية للاغاثة) دؤوبة على تحقيق تلك الاهداف لا سيما بين عامي 2023 و2024 حيث بلغ عدد المشاريع والحملات الخيرية 11 حملة كان من بينها (فزعة لأفغانستان) و(فزعة لباكستان) نظرا للكوارث الانسانية و(فزعة للبنان) لمساندة الأشقاء اقتصاديا واجتماعيا و(هذا وقتكم) لإغاثة المتضررين من البرد والشتاء و(كالجسد الواحد) لإغاثة المتضررين من زلزال تركيا وسوريا.
وأضاف أن من الحملات كذلك (فزعة للمغرب) و(فزعة ليبيا) و(فزعة لفلسطين) و(سفينة غزة) لإغاثة المتضررين من العدوان على غزة و(شعيرة وإغاثة) لتوفير الأضاحي خارج البلاد واخيرا (فزعة للسودان) لإغاثة المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية هناك.
وكشف أن أعداد الدول المستفيدة من الحملات في العامين السابقين بلغت 19 دولة والمشاريع المنفذة منها 177 مشروعا بعدد مستفيدين قدر بمليون و796721 مستفيدا بإجمالي المبالغ المصروفة بنحو 5ر8 مليون دينار كويتي (نحو 925ر25 مليون دولار أمريكي) فيما بلغ عدد الجهات المشاركة في الحملات 45 جهة خيرية ومؤسسة أهلية وشركة خاصة وجهة حكومية كويتية.
وأفاد أن (الكويتية للاغاثة) تتطلع بنهاية العام المقبل إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية وأهمها المزيد من تنسيق الجهود وتعزيز الشراكات المحلية والعالمية مع المنظمات الإنسانية المحلية الشريكة والدولية والأممية الرائدة في مجال العمل الإغاثي والإنساني والاستمرار في مساعدة المتضررين من الكوارث والأزمات في مختلف أنحاء العالم وتحسين جودة العمل الإنساني وتعزيز كفاءة وفاعلية التدخل السريع.
من جهته أكد رئيس إتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد العتيبي في تصريح مماثل لـ(كونا) أن الاتحاد يواصل جهوده الداعمه للأوضاع الإنسانية في كثير من دول العالم من خلال التنسيق والتعاون مع الجمعيات والمبرات والمؤسسات الخيرية في الكويت لاحتواء الأزمات والكوارث الإنسانية.
وقال العتيبي إن مساعي وأعمال (اتحاد الجمعيات والمبرات) توزعت ما بين دعم الجهود الإغاثية والمشاريع التي من شأنها مواصلة العمل الخيري الكويتي بالتنسيق مع الجهات الرسمية لا سيما اطلاق الحملات وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات وتشكيل فرق تطوعية ووضع تصورات وخطط تسهم بتطوير العمل الخيري.
وأوضح أن الاتحاد نظم خلال الفترة السابقة عدة مؤتمرات منها (استدامة التعليم للاجئين في الدول المتضررة) تحت شعار (نحو تعليم مستدام) الهادف إلى دعم وتوفير التعليم المستدام في دول النزاع مثل فلسطين واليمن وسوريا والأردن كما قام بتنسيق جهود الجمعيات والمبرات لتنظيم العمل الميداني في مناطق لجوء الروهينغا بهدف تحسين الخدمات المقدمة للاجئين وغيرها من المهام التي من شأنها رفعة العمل الخيري الكويتي.
من جانبه أكد مدير قطاع الموارد والإعلام بجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية عبداللطيف الدواس لـ(كونا) أن مؤسسات العمل الخيري الكويتي باتت تشكل علامة فارقة وأيقونة حضارية في تاريخ البلاد بفضل دعم القيادة السياسية وما جبل عليه الشعب الكويتي من حب للعطاء الخير فضلا عن التطور المؤسسي للعمل الخيري والإنساني عبر برامجها ومبادراتها بشتى بقاع العالم.
وأوضح أن (النوري الخيرية) منذ انطلاقة مسيرتها تمكنت بدعم المجتمع الكويتي وشركائها في الداخل والخارج من أن تقدم عطائها الإنساني لتغطي العديد من دول العالم بهدف تخفيف معاناة ملايين المنكوبين ودعم الفقراء والمحتاجين وإخراجهم من دائرة العوز إلى رحاب الحياة الكريمة عبر برامجها الخيرية والتنموية.
وأضاف أن العام الحالي لنشاط الجمعية شهد إطلاق عدة مشاريع خيرية منها لدعم غزة تنوعت بين الإغاثة وكفالة اليتيمات والأسر والمصابين يستفيد منها نحو 400840 محتاجا واطلاق مشاريع للقرى السكنية في كينيا واليمن وقرغيزيا يستفيد منها 650 أسرة من فئة الأرامل والأيتام كما اطلقت المشروعات الصحية كعمليات العيون ومستشفيات الفقراء والقوافل الطبية بعدد مستفيدين يبلغ 91250 مريضا إلى جانب تنفيذها لمخيمين طبيين للمرضى الفقراء في قرغيزيا وأوزباكاستان تم خلالهما علاج 850 مريضا.
وأوضح أن أعداد المستفيدين من المشروعات الموسمية وتحديدا (إفطار الصائم والأضاحي) بلغت نحو 775 ألف محتاج في أكثر من 30 دولة وفي مشروع مساهمات الآبار استفاد قرابة 50 ألف محتاج بينما يستفيد 28571 شخصا من مشروع مساهمات المساجد في عدة دول مستذكرا عطاء المتبرعين من أهل الخير والفرق التطوعية والجهات الرسمية للتعاون وتسهيل المهام الخيرية الكويتية.
وبدوره أكد رئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في (نماء الخيرية) عبدالعزيز الكندري لـ(كونا) أن مؤسسات العمل الخيري تعد شريكا رئيسيا في عملية التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة وتحقيق التكافل الاجتماعي في مكافحة الفقر والجهل مشيرا إلى أن نجاحها في تحقيق بصمات واضحة حول العالم هو ثمرة لعوامل عدة أبرزها دعم الجهات الرسمية والشعبية في البلاد.
وأوضح الكندري أن (نماء الخيرية) تمكنت من توسيع دائرة عطائها الخيري لتشمل العديد من دول العالم لا سيما المناطق الاكثر احتياجا دون تمييز إلا وفق أولويات الحاجة الإنساني وأسهمت عبر مشاريعها الإغاثية الصحية والإيوائية في تخفيف معاناة ملايين المنكوبين وتوفير بدائل مستدامة لمئات الآلاف من الفقراء ونقلهم من دائرة العوز إلى ميدان العمل والإنتاج.
وذكر أن من إنجازات (نماء الخيرية) خلال عام 2023 داخل البلاد تقديم العلاج لأكثر من 160 مريضا بالسرطان وتعليم 2366 من الطلبة وتوزيع 211 جهاز تبريد وكفالة 1100 يتيم ورعاية 479 طالبا جامعيا وتوزيع 2674 سلة غذائية ورعاية 137 من ذوي الاعاقة وتوزيع أكثر من 58ر5 مليون عبوة مياه وتقديم مساعدات شهرية لأكثر من 3229 أسرة أما بخارج البلاد وخلال العام ذاته تمكنت من بناء 198 مسجدا و29 مركزا اسلاميا و838 بئرا وإجراء 1600 عملية عيون وتنفيذ 300 مشروعا تنمويا وبناء 5 دور للأيتام و4 مستوصفات صحية وتنظيم 6 قوافل طبية و17 مركزا لتحفيظ القرآن و4 مدارس وكفالة 4272 يتيما وأسرة.
وأردف قائلا “ونحن نحتفي باليوم الدولي للعمل الخيري لدعم رسالته وتشجيع مؤسساته وتثقيف جمهوره بأهمية الأنشطة الخيرية نستذكر بكل العرفان عطاء المحسنين ورموز العمل الخيري والمتطوعين والعاملين في هذا المجال” مشيدا بالوقت ذاته بدور القيادة السامية في توجيه العمل الخيري وإبراز دوره الفاعل في المجتمع.
من جهته قال نائب المدير العام لشؤون الاتصالات والتسويق وتكنولوجيا المعلومات في جمعية الرحمة العالمية الدكتور عدنان الحداد لـ(كونا) إن الجمعية تحتفي بمسيرتها الرائدة في العمل الخيري خلال هذا اليوم المميز تحت شعار 42 عاما من العطاء مؤكدا أن (الرحمة العالمية) تستهدف توسيع شراكاتها المجتمعية بهدف التوعية بأهمية العمل الخيري والتطوعي.
وأوضح الحداد أن الجمعية تسعى لمزيد من التطوير في عملها الخيري من خلال الاهتمام بجودة برامجها ومشاريعها المقدمة لمختلفة الفئات المحتاجة في مناطق عملها حول العالم مبينا أن المؤسسات الخيرية الكويتية ضربت أروع المثل الإنسانية بدعم وإغاثة المنكوبين من الكوارث والأزمات الإنسانية وآخرها أزمة غزة إلى جانب دعم ومساندة الفئات المحتاجة عبر تحركاتها الخيرية ذات الشق التنموي.
وأكد مواصلة العطاء الخيري للجمعية ففي عام 2023 أنجزت بدعم أهل الخير 3579 مشروعا إجتماعيا و1003 مشاريع إغاثية و131 مشروعا تعليميا و114 مشروعا صحيا و66 مشروعا ثقافيا و91 مشروعا موسميا وفي مجال المشاريع التنموية الصغيرة نفذت الجمعية 132 مشروعا وقبل ذلك كله كفلت الرحمة العالمية 7673 مكفولا حول العالم.
وأعرب عن شكره لمختلف الهيئات والمؤسسات القائمة على العمل الخيري والوزارات المنوطة بتسيير إجراء العمل الخيري مثل وزارتي الشؤون والخارجية الكويتية إضافة إلى العاملين والمتطوعين في تنفيذ الإغاثات وتقديم المساعدات والمتبرعين من أهل الخير “الذين جعلوا من العمل الخيري الكويتي علامة مضيئة في سماء الإنسانية بفضل تبرعاتهم وعطاياهم المباركة”.