مبادرة الوفاق| معالم الكويت الثقافية 18: متحف الفن الحديث.. جسر ثقافي بين فناني الكويت والمدارس الفنية العالمية
يشغل مبنى المدرسة الشرقية القديمة التي أنشئت عام 1939

جريدة الوفاق – السنة الثانية (العدد 324) – الثلاثاء 13 محرم 1447 هجري- 8 يوليو 2025
معالم الكويت الثقافية (18)
متحف الفن الحديث.. جسر ثقافي بين فناني الكويت والمدارس الفنية العالمية
- اختيرت المدرسة لتكون مقراً للمتحف نظراً إلى تاريخها الثقافي وموقعها المتميز والفن المعماري للمبنى
- يضم أكثر من 400 عمل تشكيلي من المدارس العالمية المختلفة (الانطباعية والسريالية والتجريدية)
- المتحف يعج بلوحات وأعمال لفنانين عالميين كانوا يعيشون في الكويت أو أقاموا فيها معارضهم





كتب- ربيع إبراهيم سكر
في مبادرة من صحيفة “الوفاق” للتعريف بالوجهات الثقافية في الكويت، نقدم في كل عدد من أعداد” الوفاق” عرضا موجزا مصورا لمعلم من معالم الكويت الثقافية. وهي مبادرة تطوعية من جريدة “الوفاق” لدعم الحملات التوعوية والإعلامية التي تقوم بها وزارة الإعلام بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025.
متحف الفن الحديث
في هذا العدد نقدم عرضا ل “متحف الفن الحديث ” والذي يعد واحدا من المتاحف الشهيرة في دولة الكويت، وينظر إليه باعتباره أحد أهم الوجهات السياحية المميزة في الدولة، ويقع بمدينة الكويت العاصمة على شارع الخليج العربي، ومبناه في الأصل كان مدرسة من أعرق وأهم المدارس في الكويت وهي المدرسة الشرقية التي تأسست في عام 1939 وكانت المدرسة للبنين فقط، وكان من أهم طلابها الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وشخصيات كثيرة أخرى معروفة. بعد ذلك تحولت المدرسة لتعليم البنات، ثم تعرضت للإهمال فقام المجلس الوطني للثقافة بوضع خطة لترميمها خاصة بعد الأضرار الكثيرة التي لحقت بها عقب الغزو العراقي للكويت. وافتتح المبنى مرة أخرى بشكل رسمي عام 2003. ثم تحولت الى مقر لمتحف الفن الحديث.
واختيرت المدرسة الشرقية لتكون مقراً لمتحف الفن الحديث نظراً إلى تاريخها الثقافي وموقعها المتميز، إضافة إلى الفن المعماري الذي يعود إلى الطراز القديم. ويسعى المتحف إلى توثيق العلاقات بين الفنانين والمتاحف الفنية العربية والأجنبية وتمثيل دولة الكويت لدى الجمعيات والمتاحف المتخصصة بشؤون الفن على المستويين العربي والأجنبي، لذا يعنى بجمع الكتب المتخصصة في الفن التشكيلي عن طريق الاقتناء والإهداءات التي تصل إليه وعرضها على الجمهور في «مكتبة المتحف».
والمتحف متخصص في عرض القطع الفنية القديمة والمعاصرة من الرسومات والمنحوتات والتي صاغتها أيادي الفنانين من جميع أنحاء الوطن العربي لاسيما أيادي فنانين الكويت ويضم متحف الفن الحديث أكثر من 400 عمل تشكيلي من المدارس العالمية المختلفة (الانطباعية والسريالية والتجريدية)، إضافة إلى أعمال يدوية وخزفيات توزعت حسب ترتيب إنتاجها التاريخي والزمني، فضلاً عن قاعة «بانوراما» لعرض الأفلام عن الحركة التشكيلية الكويتية وقاعات خاصة لإقامة العروض الخارجية.
وعند الدخول من بوابة المتحف سيلفت نظرك في الحال التصميم البديع للمدرسة والذي يعبر عن العمارة الكويتية القديمة، حيث تم استخدام الطين وصخر البحر والجبس في أعمال البناء. كذلك تم الاعتماد على خشب الصاج والشندل والحصير في بناء المدرسة الأمر الذي أضفى عليها نكهة تاريخية يشعر بها الزائر على الفور.
ويتكون المتحف من جزئين أساسيين: الأول هو مبنى من الطين، والآخر من الأسمنت، الجزء الأول: والذي يسمى «الحوش أ»؛ وفية البوابة الرئيسية وساحة واسعة تحيطها مجموعة من الغرف الصغيرة، كان هذا الجزء شبه منهار، مما ألزم القائمين على المشروع بإعادة بنائه وليس ترميمه. وفصول المدرسة الشرقية تحولت هي الأخرى إلى غرف لعرض اللوحات والأعمال الفنية، ولقد تم توزيع الأعمال الفنية بشكل منسق على الغرف.
والمتحف يعج بلوحات وأعمال لفنانين عالميين كانوا يعيشون في الكويت أو قاموا بزيارتها لإقامة معارضهم وعرض لوحاتهم مثل الكندي جيري جراي، والفرنسية رينيه كاسبر والأميركية سوزان كرايل، وقد كان من بين هذه الأعمال ما اشتراها المجلس الوطني لصالح المتحف أما أغلبها فكان مما أهداها هؤلاء الفنانين للعرض في المتحف، نذكر منهم الفنان الإسباني بيدرو ريبالتا والذي عمل لسنوات طويلة في الولايات المتحدة الأميركية حيث قام بإنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية تحت مسمى «مجموعة الكويت» أهداها لأمير البلاد وتعرض حاليا داخل المتحف.
ويحتضن المتحف لوحات للكثير من الفنانين الكويتيين مثل جاسم بو حمد، وخزعل القفاص، وعلي البلوشي، بالإضافة إلى عدد من الفنانين العرب مثل الفنان المصري علاء حجازي، ووزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني.
ويضم المتحف الصور الفوتوغرافية القديمة للمدرسة لاسيما للطلاب والأساتذة والخريجين، بالإضافة إلى عدد من الصور القديمة لدولة الكويت وتضم الغرفة الأولى كذلك صور فوتوغرافية مميزة للتراث البحري حيث صيد الأسماك واللؤلؤ، ومن الجدير بالذكر أن هناك جزء في حائط الغرفة قد ترك بدون ترميم حتى يمكن للزوار التعرف على الطبيعة الأصلية للمبنى.
المصادر:
- كتيب أصدرته وزارة الإعلام عن الوجهات الثقافية في دولة الكويت
- الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: https://www.nccal.gov.kw/
- موقع موسوعة ويكيبيديا الحرة.
