الوفاق| وزير الإسكان ينتقد شركة صينية حكومية.. والسعودية تلجأ إلى الصين لحل المشكلة الإسكانية!!
«الوطنية للإسكان السعودية» توقع اتفاقيات مع شركات صينية لبناء 24 ألف وحدة من بين 100 ألف وحدة




الوفاق
في الوقت الذي انتقد فيه وزير الإسكان الكويتي عبداللطيف المشاري الشركة الصينية الحكومية التي تقدمت لمشروع مدينة الصابرية السكنية وجاء هجوم الوزير في اجتماع كويتي حكومي رسمي ونشرته وكالة الأنباء الرسمية ” كونا” وتبعتها جميع وسائل الإعلام مما ينذر بالحاق الضرر بالشراكة الاستراتيجية بين الكويت والصين، وجدنا المسئولين في المملكة العربية السعودية الشقيقة يسيرون على درب الكويت – قبل انتقاد وزير الإسكان الكويتي للجانب الصيني- ويستعين الأشقاء في السعودية رسميا بالشركات الصينية لحل المشكلة الإسكانية في المملكة!
حيث حملت لنا وكلات الأنباء أمس خبر توقيع الشركة الوطنية للإسكان السعودية (NHC)، عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع كبرى الشركات الصينية، في ختام زيارة وزير البلديات والإسكان السعودي ماجد بن عبدالله الحقيل للصين، لتنفيذ أكثر من 24 ألف وحدة سكنية ضمن خطة مشتركة 100 ألف وحدة سعوديّة – صينيّة حتى عام 2030. تأتي هذه الاتفاقيات ضمن جهود تعزيز الشراكات الدولية وتسريع تنفيذ مشاريع الإسكان الكبرى في المملكة.
في المقابل فإن ما صرح به وزير الإسكان قبل أيام قليلة في اجتماع متابعة اتفاقيات الكويت مع الصين الخاصة بالمشاريع الكبرى يعد سابقة لم تشهدها الكويت من قبل، وهو أن يوجه وزير كويتي الى جهة حكومية غير كويتية – شريكة مع الكويت- انتقادات علنية بصورة تفتقد للباقة والحصافة السياسية!!! وهو ما يطرح العديد من التساؤلات المشروعة.
ما هي أسباب هذا الهجوم المتسرع وغير المبرر من ويزر الإسكان الكويتي بصورة علنيه ضد جهة حكومية صينية لها شراكة استراتيجية مع الكويت ضمن الاتفاقيات الموقعة لتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى؟ وهل كان الوزير يدرك التبعات الاقتصادية – والتي نتمنى ألا تحدث – لتصريحاته هذه على العلاقات الاستراتيجية مع الشركات الحكومية الصينية التي تم الاتفاق معها للعمل بالكويت، بل وتسعى القيادة السياسية الى زيادة الاستثمارات الصينية بالكويت؟
ألم يدرك وزير الإسكان أن انتقاده العلني للصين سيؤدي الى التشكيك في الجانب الصيني بصورة غير مقصودة لكنها قد تحدث كما ان هذا الهجوم قد يؤثر على الثقة المتبادلة بين الجانبين الحكوميين الكويتي والصيني وهي الثقة التي حرصت القيادة السياسية في البلدين على تقويتها وترسيخها لإنجاز المشاريع التنموية الكبرى بالكويت لكن جاء وزير الإسكان بانتقاداته المتسرعة ليؤثر سلبا عليها؟!
لكن الواقع العملي لأداء الشركات الصينية الحكومية في الكويت جديتها في العمل وقد حققت إنجازات لم تحققها شركات أجنبية أخرى تعثرت في أعمالها بالكويت. فمثلا مشروع جنوب سعد العبدالله السكني تنفذه شركة صينية وحققت نسبة إنجاز 48% من المشروع. بينما من المفترض طبقا للجدول الزمني أن تحقق 30% فقط من المشروع أي أنها حققت أكثر من المعدل الزمني. كما أن الشركات الصينية حققت إنجازات في مشروع المساكن منخفضة التكاليف في منطقة النعايم وبالتالي فإن الشركات الصينية لم يسجل عليها تأخير إنجاز أي مشروع تنفذه في الكويت مما يدل على جديتها في تنفيذ المشاريع. فلماذا ينتقدها ويزر الإسكان بصورة علنية؟!
