الجسار يرعى افتتاح “معرض آثار الكويت بالألوان في جزيرة فيلكا”
احتفاءً بإدراج حجر "إيكاروس" ضمن سجل ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو

- المعرض يستمر حتى 27 يوليو الجاري بمتحف الفن الحديث وتصاحبه ورش فنية وخزفية
- حجر إيكاروس من أقدم الوثائق القانونية المكتشفة بالكويت والخليج






تحت رعاية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الدكتور محمد الجسار، افتُتح في مقر “متحف الفن الحديث” المعرض الصيفي التشكيلي “معرض آثار الكويت بالألوان في جزيرة فيلكا”، بمشاركة نخبة من الفنانين الكويتيين، ويستمر حتى 27 يوليو الجاري، مترافقًا مع مجموعة من الورش الفنية والخزفية المصاحبة.
ويُقام المعرض هذا العام احتفاءً بإدراج حجر “إيكاروس” ضمن سجل ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو في 18 أبريل الماضي، وهو إنجاز يُضاف إلى سجل الكويت الثقافي، ويجسد الاعتراف الدولي بقيمة هذا الإرث التاريخي.
ويُعد حجر إيكاروس من أقدم الوثائق القانونية المكتشفة في الكويت ومنطقة الخليج، وقد عُثر عليه في جزيرة فيلكا عام 1959م. ويعود إلى عهد الملك السلوقي سلوقس (نحو 300 ق.م)، ويحتوي على نصوص تنظم الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الجزيرة، مثل منح الامتيازات السكنية، حماية الملكية، الإعفاء من الضرائب، وحظر تصدير القمح للحفاظ على الأمن الغذائي. وهو ما يعكس تطور الفكر الإداري في تلك الحقبة، ويؤكد دور فيلكا كمركز تجاري وإنساني منذ العصور القديمة.
وقدّمت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور خمس لوحات فنية تعبّر عن أبرز الرموز الحضارية في جزيرة فيلكا، بأسلوب تعبيري معاصر، وتنوّعت بين تجسيد لحجر إيكاروس برؤية ميكي ميديا، ومنحوتة برونزية، وتمثال أفروديت، وأختام دلمونية، واستراحة الشيخ أحمد الجابر (متحف فيلكا حاليًا)، ومبنى مخفر فيلكا التاريخي. كما شاركت في تنسيق المعرض بالتعاون مع إدارة الفنون التشكيلية بالمجلس الوطني، وتقدّم خلاله ورشة فنية لمدة يومين، تُسلّط الضوء على تقنيات التعبير التشكيلي المستلهم من آثار الجزيرة.
كما ضم المعرض مجموعة واسعة من الأعمال التي وثّقت معالم الجزيرة العمرانية والتاريخية، من البيوت والأسواق والمباني الإدارية، إلى الطقوس اليومية والعناصر البيئية البحرية والزراعية التي كانت حاضرة في الحياة القديمة لأهالي فيلكا.
ومن أبرز المواقع التي تناولتها الأعمال الفنية: تل سعد الذي يحتوي على بقايا مساكن حجرية متزاحمة، آبارًا سطحية، أفرانًا فخارية، وجرار وأختام دلمونية، بالإضافة إلى تمثال طيني لملك جالس. كما تم تصوير استراحة الشيخ أحمد الجابر، وتمثال أفروديت، والعديد من الرموز الحضارية التي تُجسّد عمق الذاكرة التاريخية للجزيرة.
وقد شهد حفل الافتتاح حضورًا لافتًا من الفنانين المشاركين وجمهور من المهتمين بالفن التشكيلي، إلى جانب الأستاذة سارة الخلف. وشارك في المعرض الفنانون: علي النعمان، جاسم العمر، وليد الناشي، ثريا البقصمي، عبدالرضا باقر، فواز الدويش، علي العوض، عبدالعزيز الخباز، منى الغربللي، جميلة حسين، فاطمة مراد، محمد السمحان، سهيلة العطية، منال العصفور، دلال ملك، سعاد الزيدي، محمد الرويح، سارة شير، وخديجة أبو الحسن.
وتنوّعت الأعمال المعروضة بين التعبير الواقعي والرمزي، فعبّر الفنان علي النعمان عن موقع “الخضر” الأثري، وقدّمت الفنانة جميلة حسين مشاهد من مواقع أثرية وتماثيل ومساجد قديمة، بينما جسدت منى الغربللي الختم الدلموني وتمثالًا لخروف. أما وليد الناشي، فتميّز بأسلوب “الكولاج” الفني.
وسلّط الفنان جاسم العمر الضوء على الأسواق القديمة والذكريات الشعبية في فيلكا، بينما قدّم محمد السمحان أعمالًا رمزية مستوحاة من الرموز الأثرية المكتشفة، وعبّر عبدالرضا باقر عن نقع الجزيرة بأسلوب الرسم بالسكين.
وفي الجانب الخزفي، برزت أعمال فواز الدويش التي تنوعت بين محاكاة للجرار الفخارية وتجسيد لحجر إيكاروس إلى جانب رمز السمكة، تعبيرًا عن دور الصيد في الاقتصاد البحري القديم. أما الفنان علي العوض، فشارك بعمل متفرّد عن آثار فيلكا، وقدّمت الفنانة سهيلة العطية عملًا نسيجيًا يُبرز الطابع الأثري للجزيرة، فيما عبّرت فاطمة مراد عن التفاعل بين الإنسان والإرث الحضاري بأسلوب رمزي. كما جسّدت سعاد الزيدي رموز الآثار المكتشفة، وقدّمت سارة شير لوحة تمثل مركبًا شراعيًا يعكس روح البحر الكويتي.
ويُعد هذا المعرض هو الثالث من نوعه حول جزيرة فيلكا الذي يُقام برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بعد معرضي “آثار وزوايا تشكيلية” عامي 2018 و2019، ليستكمل هذا المعرض الرحلة الفنية في توثيق تاريخ الجزيرة بصريًا وفكريًا.
كادر
الإشادة بجهود الراشد
في ختام المناسبة، ثمّنت الفنانة ابتسام العصفور الجهود الحثيثة التي بذلها الأستاذ مظفر الراشد، المستشار الإعلامي في المجلس الوطني وصاحب فكرة المعرض، لما كان له من دور فاعل في دعمه وتنسيقه وإبراز المعرض بهذا المستوى المشرّف.
