تقرير | معركة الطائرات المقاتلة تكشف صراع التسلح بين الصين والغرب فوق سماء الهند وباكستان

كشفت المعركة الجوية بين المقاتلات الباكستانية «صينية الصنع» ونظيراتها الهندية «فرنسية الصنع» حقيقة التنافس والصراعي بين التقنيات الصينية والتقنيات الغربية والامريكية في صناعة الاسلحة .
تُسلّح باكستان بشكل أساسي من قِبل الصين، بينما تحصل الهند على أكثر من نصف أسلحتها من الولايات المتحدة وحلفائها، وبالتالي، فإن أي صراع بين الجارتين قد يكون فعليًا مواجهة بين التقنيات العسكرية الصينية والغربية.
الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن مقاتلة J-10C الصينية ومعنى اسقاطها مقاتلات غربية؟.. محللون يعلقون
طائرة مقاتلة صينية من طراز J-10 تقف بعرض جوي في قاعدة يانغكون الجوية في تيانجين العام 2010
وطائرة J-10C هي أحدث نسخة من مقاتلة J-10 الصينية أحادية المحرك ومتعددة المهام، والتي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الصينية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تتميز J-10Cبأنظمة تسليح وإلكترونيات طيران أفضل، وتُصنف كمقاتلة من الجيل الرابع والنصف – في نفس فئة رافال، ولكنها أقل مرتبة من طائرات الشبح من الجيل الخامس، مثل J-20الصينية أو F-35الأمريكية.
وسلمت الصين الدفعة الأولى من طائرة J-10CE – النسخة المخصصة للتصدير – إلى باكستان في عام 2022، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية CCTV آنذاك. وتُعدّ هذه الطائرة الآن أكثر الطائرات المقاتلة تطورًا في ترسانة باكستان، إلى جانب طائرة JF-17 Block III، وهي مقاتلة خفيفة الوزن من الجيل الرابع والنصف، طورتها باكستان والصين بشكل مشترك.
أكد مسؤولان أميركيان لوكالة «رويترز» أن طائرة مقاتلة باكستانية من طراز صيني متقدم أسقطت ما لا يقل عن طائرتين عسكريتين هنديتين، الأربعاء، ما يمثل إنجازاً كبيراً للطائرة المقاتلة الصينية المتقدمة.
يُمثل هذا الاشتباك الجوي فرصة نادرة للجيوش لدراسة أداء الطيارين والطائرات المقاتلة والصواريخ «جو-جو» في القتال الفعلي، واستخدام هذه المعرفة لتحضير قواتها الجوية للمعركة، وفقاً لـ«الشرق».
وقال خبراء إن الاستخدام الفعلي للأسلحة المتقدمة سيتم تحليله في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الصين والولايات المتحدة اللتين تستعدان لصراع محتمل بشأن تايوان أو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وذكر أحد المسؤولين الأميركيين، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، أن هناك ثقة عالية بأن باكستان استخدمت الطائرة صينية الصنع J-10 لإطلاق صواريخ جو-جو ضد طائرات مقاتلة هندية، ما أدى إلى إسقاط ما لا يقل عن اثتنين منها.
ركزت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي على أداء صاروخ PL-15 الصيني ضد صاروخ «ميتيور»، وهو صاروخ جو-جو موجّه بالرادار من إنتاج مجموعة MBDA الأوروبية، ولم يصدر أي تأكيد رسمي على استخدام هذه الأسلحة.
وأفاد محللون غربيون ومصادر في صناعة الدفاع بأن تفاصيل جوهرية لا تزال غير واضحة، بما في ذلك ما إذا كان قد تم حمل صاروخ Meteor، ونوع وحجم التدريب الذي تلقاه الطيارون.
وأضاف المحللون أن شركات الأسلحة ستحرص أيضاً على فصل الأداء الفني عن العوامل التشغيلية.
وقال بايرون كالان، الخبير الدفاعي المقيم في واشنطن: ستكون هناك عمليات تدقيق لما قد ينفع من المعلومات وما لا يُجدي نفعاً، لكن أعتقد أن التحدي الآخر هو ضباب الحرب المصطنع.
ولفت إلى أن شركات الأسلحة الأميركية تتلقى باستمرار تعليقات بشأن كيفية أداء منتجاتها في الحرب في أوكرانيا، مضيفاً: لذا أتوقع تماماً أن يكون الأمر نفسه مع الموردين الأوروبيين للهند، ومن المحتمل أن تتشارك باكستان والصين التعليقات نفسها، إذا كان صاروخ PL-15 يعمل كما هو معلن عنه أو أفضل مما كان متوقعاً، فإن الصينيين سيرغبون في معرفة ذلك.