المحلياتتقارير ودراساتثقافة وفنونعاجل

الوفاق الرمضاني العدد 18 (رمضان 1446 هجري–2025 م)

جريدة الوفاق – السنة الأولى (العدد 235) – الخميس 20 رمضان 1446 هجري- 20  مارس 2025

ملحق الوفاق الرمضاني 18

مساجد الكويت 18

مسجد الساير الشرقي من أقدم مساجد الكويت.. وعمره 132 عاما

أسسه ساير بن شحنان المطيري عام 1312 هـ /عام 1893 ويقع بين مجلس الأمة وقصر العدل

مقدمة

اهتم أهل الكويت منذ القدم ببناء المساجد بكثرة في البلاد، والتي كانت في بداياتها مشيدة من الطين، ثم تطور البناء بمرور السنين وصارت على أحدث طرز البناء. وأشارت إحصائية قطاع المساجد التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن عدد المساجد في الكويت خلال عام 2019 م وصل إلى (1695) مسجدًا تتسع لحوالي (2.8) مليون شخص، من بينها (1007) مسجد جامع (تقام فيه صلاة الجمعة). وبحسب إحصائية بتاريخ يوليو 2024 تملك الكويت 1828 مسجداً في أراضيها. وسننشر خلال شهر رمضان المبارك نبذة عن عدد من مساجد الكويت موزعة على محافظات الكويت الستة.

أسرة الساير لها مسجدان باسمهم، فالأول هو مسجد الساير الشرقي ويقع بين مجلس الأمة وقصر العدل وقد تأسس هذا المسجد عام 1312 هـ، 1893 م بمساعي من ساير بن شحنان المطيري. والمسجد الثاني هو مسجد الساير القبلي ويقع في أقصى الغرب من حي القبلي، في حي الزنطة منه وشرق المستشفى الأمريكاني وتأسس عام 1338 هـ الموافق 1919 م وسمي بالقبلي تمييزاً له عن المسجد الشرقي.

مسجد الساير الشرقي

يقع مسجد الساير في حي الساير ولا يزال موجودا أمام مبني قصر العدل من جهة الشمال، وخلف مبنى مجلس الأمة جنوبا وتأسس المسجد عام 1312 هـ / 1893م علي يد ساير بن شحنان المطيري. وما زال المسجد على حاله إلى اليوم. وهو مثال عملي لتعاون أهالي بمدينة الكويت لبناء المساجد كلٌ حسب استطاعته.

جاء في كتاب معالم الكويت القديمة ” الجزء الثامن ص 259 ” : كتب الأستاذ عدنان الرومي: يقع مسجد الساير في حي الساير، ولا يزال موجوداً أمام مبنى قصر العدل من جهة الشمال، وخلف مبنى مجلس الأمة جنوباً. تأسس المسجد سنة ۱۳۱۱هـ (۱۸۹۳م) أو (١٣١٢ هـ (١٨٩٤م) على يد بعض المحسنين من فريج الساير بمساعي من ساير بن شحنان المطيري، الذي جمع الأموال منهم، وقيل إن جماعة الحي قد تعاونوا على بنائه، فمنهم من قدم الخشب (الجندل)، ومنهم من قدم الدرايش (النوافذ)، ومنهم من قدم الأبواب، ومنهم من قدم الطين، وأشرف ساير بنفسه، وشاركه في الإشراف ولداه عبدالله ومبارك، وقيل: إن الأرض ملك أحد أبناء الشايجي الذي تبرع بها للمسجد، وأخبرني السيد فهد ناصر البسام أن أرض المسجد تبرع بها والده ناصر البسام أول من صلى فيه الشيخ أحمد بن محمد الهولي الحرمي الشافعي، ثم ابنه الملا محمد، وظل فيه إمام ما يقارب الخمسين سنة، وقد توفي عام ١٣٦٦ هـ ( ١٩٤٧م) تقريباً)، وكان هذا الشيخ يقوم بتدريس أولاد الفريج في حجرة كبيرة في بيته القريب من مسجد ابن شرف وصلى فيه الملا جاسم بن محمد الهولي “الحرمي”، وابنه الملا محمود، وهو الذي ينسب إليه المسجد احيانا ثم من بعده الملا عبد الله بن محمد الهولي الحرمي”، وغيرهم. اذن فيه الملا محمد بن منصور، واستمر يؤذن فيه أكثر من ٣٠ سنة، وكان صوته جهورياً، والملا محمد الدويرجي، وغيرهما .

ويسمى المسجد في بعض الوثائق بـ مسجد الساير الكبير أو مسجد الساير الجامع، تمييزاً عن مسجد الساير القبلي الأصغر مساحة، كما أسمته بعض الوثائق بمسجد الزنطة. ويلاصق المسجد من الناحية الشرقية الجنوبية بيت وديوان ساير الشحنان (توفي في ١٩ سبتمبر (۱۹۲۳م) وأولاده من بعده عبدالله ومبارك قسيمة رقم ١٢٤/١٢٣)، وقد باعه كل من مبارك وعبدالله على اسرة الدويسان سنة ١٩٢٦م.

يذكر د. يعقوب الغنيم: «من المساجد التي كان الناس يسارعون إليها من أجل سماع قصة المولد من إمام مسجد الساير الشرقي، وهو مسجد لا يزال قائما يطل على مبنى قصر العدل، وقد قامت دائرة الأوقاف بتجديده في سنة ١٩٥٥م، وكان افتتاحه بعد التجديد يوما مشهودا في فريج الشاوي، وقد حضر الافتتاح المرحوم الشيخ عبدالله الاحمد الجابر الصباح وعدد من مسؤولي دائرة الاوقاف. هذا الامام الذي يقرأ البرزنجي ويخلط معه بعض الأناشيد التي يرددها بصوت شجي وأداء معبر هو الشيخ الملا محمود بن الملا محمد» .

المصادر:

1-كتاب معالم الكويت القديمة ” الجزء الثامن ص 259 “

2-قصة مسجد – مسجد الساير الشرقي – المؤرخ عدنان الرومي – قناة المعالي الفضائية:  https://youtu.be/sSKXMac00YU?si=w1y74xWVIhk7uqoP

3-تاريخ مساجد الكويت القديمة، عدنان سالم الرومي  ص ٦٢ – ٦٧.

4-الأزمنة والأمكنة – د. يعقوب يوسف الغنيم- الجزء السادس، ص ٨٥

——————————–

مسجد الساير القبلي تأسس عام 1338هـ / 1919م

عمره 105 أعوام.. وأرض المسجد تبرع بها عبد العزيز حمود الجسار

مسجد الساير القبلي: يقع في أقصى الغرب من حي القبلي، في حي الزنطة منه وشرق المستشفى الأمريكاني وأطلق عليه القبلي تمييزاً له عن مسجد الساير الشرقي. والمسجد لا يزال في موقعه القديم في نهاية الشارع الهلالي من ناحية الخليج، خلف مبنى مجلس الأمة، وشمال مبنى الخطوط الجوية الكويتية (خلف مجمع العيون السابق). ويقال إن عائلة الساير هي التي قامت ببنائه على نفقتها، أو لكونه قريب من منازلهم.

ووفقا للوحة بيانات المسجد المعلقة على المبنى من الخارج فان (مسجد الساير القبلي) تأسس في عام 1338 هـ / 1919 م  وجدد بناءه / دائرة الأوقاف العامة عام 1373 هـ / 1954 م  وقام بترميمه / الأمانة العامة للأوقاف على نفقة / دخيل جسار عبد العزيز الجسار عام 1423 هـ / 2002 م . أما التجديد الأول: فلا يعتبر تجديداً، بل إكمالاً لبنائه الأول، وقد قام به الفاضل: عبد العزيز حمود الجسار عام 1354هـ الموافق 1935م. وأما التجديد الثاني: أو البناء من جديد فقامت به دائرة الأوقاف العامة في 26 من ربيع الثاني 1373هـ الموافق الأول من يناير 1954م وقد بلغت تكاليف ذلك ( 171.932) روبية.

والراجح أن أصل أرض المسجد كانت ( حوطة ) لعبد العزيز حمود الجسار، تبرع بها أرضاً للمسجد، وتبرع الخرافي بالخشب والأبواب، كما شارك معهما بعض المحسنين، من أهل الخير وإنما سمي بمسجد الساير لقرب مساكنهم منه وأما تاريخ تأسيسه عام 1338هـ الموافق 1919م.

ويذكر المؤرخ عدنان الرومي في كتابه تاريخ مساجد الكويت القديمة أن أول إمام فيه هو رجل من عائلة بشارة اسمه جمعه ( جميعان ) بن عطيه بن أحمد بشاره الهلالي ثم تولى بعده الملا إبراهيم مال الله ثم الشيخ أحمد يوسف البصيري وغيرهم .

المصادر:

1-عدنان الرومي في كتابه تاريخ مساجد الكويت القديمة

2-قصة مسجد – مسجد الساير القبلي – المؤرخ عدنان الرومي – قناة المعالي الفضائية: 

3-لوحة بيانات مسجد الساير القبلي.

============================================

الشبهات التي تطعن في الإسلام والردود عليها (18)

مقدمة

يتعرض الإسلام منذ اللحظات الأولى لظهوره – ولا يزال حتى اليوم – للهجوم وإثارة الشبهات حوله والتشكيك في عقائده وتعاليمه، والواقع يبين لنا أن الشبهات التي تثار ضد الإسلام منذ ظهر وحتى اليوم هي شبهات مكررة ولا تختلف مع بعضها إلا في الصياغة أو محاولة إعطائها صبغة علمية. ومواجهة تلك الشبهات تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر ذلك على أوسع نطاق خاصة في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والاستخدام المتزايد لشبكة الاتصالات الدولية “الإنترنت “، وقد نهض مفكرو الإسلام – في فترات مختلفة – بالقيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوم للرد.

وتعميما للفائدة، ستواصل صحيفة ” الوفاق” خلال شهر رمضان المبارك، نشر الردود على كل شبهة من هذه الشبهات المثارة، والتي تتردد في عصرنا بشكل أو بآخر، من خلال عرض ما جاء في بعض المراجع منها كتاب ” حقائق إسلامية في مواجهة حملات التشكيك ” للدكتور محمود حمدي زقزوق، وهو من إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر بتاريخ المحرم ١٤٢٢هـ – أبريل ٢٠٠١م . وكتاب” مختارات من كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين” – إشراف وتقديم  د . محمود حمدي زقزوق – وزارة الأوقاف – القاهرة – بدون تاريخ.  وكتاب ” في جولة مع المستشرقين ” – للأستاذ عبد الخالق سيد أبو رابية – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1976. ونأمل أن يسهم نشرنا لهذه الردود في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وإزالة بعض ما علق بالأذهان من سوء فهم لتعاليمه وعقائده، والله من وراء القصد.

ثالثا – الردود على الشبهات المثارة حول موقف الإسلام من المرأة

الشبهة (6): زعموا أن الحجاب لا يتناسب مع الحياة العصرية

  • الشبهة:

زعموا أن الحجاب لا يتناسب مع الحياة العصرية ويعوق المرأة عن العمل والإنتاج.

  • الرد على الشبهة:
  • يقول المرحوم الدكتور د. محمود حمدي زقزوق في الرد على الشبهة:

1 – كل أمة من الأمم لها طابعها الخاص، ولها تقاليدها المرعية في الأكل والشرب والملبس والمسكن …. الخ ، وكل ذلك يعبر عن ثقافة الأمة وحضارتها وعقائدها . وقد خلق الله الناس مختلفين في كثير من الأمور، وسيظل هذا الاختلاف إلى نهاية الدنيا. وما يصلح لأمة قد لا يصلح لأمة أخرى. فالمرأة الهندية مثلا لها زي خاص بها ( الساري ) ولا يعيب عليها أحد ذلك حتى في البلاد الغربية رغم انه زي قد يكون غير عملي ، ولكن تلبسه المرأة العادية في الهند كما كانت ترتديه رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي ولم يقل أحد إن هذا الزي يعوق المرأة الهندية عن العمل والإنتاج .

2- المرأة الأوروبية كانت حتى بدايات القرن العشرين في الأعم الأغلب تغطى شعرها وتلبس الملابس الطويلة. ولم يعب عليها أحد ذلك. ولكنها بدأت تطور من زيها إلى أن وصل الأمر الآن إلى الوضع الحالي هناك الذي لم يعد يلتزم بأية قواعد أو معايير، وربما يتغير ذلك بعد فترة بناء على ما تقرره بيوت الأزياء هناك.

3- أما المرأة المسلمة فإن الإسلام لا يطلب منها في ملبسها مواصفات معينة أكثر من الاحتشام في مظهرها حتى لا تكون مثارا للإغراء وعرضة للمضايقات من جانب الرجل .

4- وليس صحيحا أن هذا الزي الإسلامي يعوق المرأة عن العمل والإنتاج. ففى كل مؤسسات الدولة نجد كثيرات من النساء في أعمار مختلفة يلتزمن بالزي الإسلامي ويمارسن أعمالهن بطريقة عادية مثل زميلاتهن من غير المحجبات. فهذه التهمة قائمة على غير أساس معقول. ولم يقم أحد بإجراء دراسة علمية تثبت هذا الزعم.

5-إن كل ما في الأمر أن الغربيين يودون أن يروا قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم تحظى بالسيادة في كل مكان. وهذا ضد طبيعة الأشياء. فكل أمة لها شخصيتها المتميزة ومن حق المرأة المسلمة أن تكون لها شخصيتها وسماتها المميزة في الملبس والسلوك كما للمرأة الهندية والأوروبية هذا الحق أيضا.

6-هناك نساء مسلمات في عصرنا الحاضر يتقلدن أعلى المناصب ويقمن بعملهن خير قيام رغم ارتدائهن للزى الإسلامي.

-المصدر:

كتاب ” حقائق إسلامية في مواجهة حملات التشكيك ” للدكتور محمود حمدي زقزوق، وزارة الأوقاف في مصر – المحرم ١٤٢٢هـ – أبريل ٢٠٠١م .

———————————–

الشبهة (7): زعموا أن تحريم زواج المسلمة بغير المسلم يُعد نزعة عنصرية

الرد على الشبهة:

  • يقول المرحوم الدكتور د. محمود حمدي زقزوق في الرد على الشبهة:

1 ـ صحيح أن الإسلام يجيز زواج المسلم من غير المسلمة (مسيحية أو يهودية) ولا يجيز زواج المسلمة من غير المسلم. وللوهلة الأولى يُعد ذلك من قبيل عدم المساواة ، ولكن إذا عرف السبب الحقيقي لذلك انتفى العجب ، وزال وَهْمُ انعدام المساواة. فهناك وجهة نظر إسلامية فى هذا الصدد توضح الحكمة فى ذلك. وكل تشريعات الإسلام مبنية على حكمة معينة ومصلحة حقيقية لكل الأطراف.

2 ـ الزواج في الإسلام يقوم على ” المودة والرحمة ” والسكن النفسي. ويحرص الإسلام على أن تبنى الأسرة على أسس سليمة تضمن الاستمرار للعلاقة الزوجية. والإسلام دين يحترم كل الأديان السماوية السابقة ويجعل الإيمان بالأنبياء السابقين جميعًا جزءاً لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. وإذا تزوج مسلم من مسيحية أو يهودية فإن المسلم مأمور باحترام عقيدتها، ولا يجوز له ـ من وجهة النظر الإسلامية ـ أن يمنعها من ممارسة شعائر دينها والذهاب من أجل ذلك إلى الكنيسة أو المعبد. وهكذا يحرص الإسلام على توفير عنصر الاحترام من جانب الزوج لعقيدة زوجته وعبادتها. وفى ذلك ضمان وحماية للأسرة من الانهيار.

3 ـ أما إذا تزوج غير مسلم من مسلمة فإن عنصر الاحترام لعقيدة الزوجة يكون مفقودًا. فالمسلم يؤمن بالأديان السابقة، وبأنبياء الله السابقين ، ويحترمهم ويوقرهم ، ولكن غير المسلم لا يؤمن بنبي الإسلام ولا يعترف به ، بل يعتبره نبيًّا زائفًا وَيُصَدِّق ـ فى العادة ـ كل ما يشاع ضد الإسلام وضد نبى الإسلام من افتراءات وأكاذيب ، وما أكثر ما يشاع.

وحتى إذا لم يصرح الزوج غير المسلم بذلك أمام زوجته فإنها ستظل تعيش تحت وطأة شعور عدم الاحترام من جانب زوجها لعقيدتها. وهذا أمر لا تجدى فيه كلمات الترضية والمجاملة. فالقضية قضية مبدأ. وعنصر الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة أساس لاستمرار العلاقة الزوجية.

4 ـ وقد كان الإسلام منطقيًّا مع نفسه حين حرّم زواج المسلم من غير المسلمة التي تدين بدين غير المسيحية واليهودية، وذلك لنفس السبب الذي من أجله حرّم زواج المسلمة بغير المسلم.

فالمسلم لا يؤمن إلا بالأديان السماوية وما عداها تُعد أديانًا بشرية. فعنصر التوقير والاحترام لعقيدة الزوجة فى هذه الحالة ـ بعيدًا عن المجاملات ـ يكون مفقودًا. وهذا يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية، ولا يحقق ” المودة والرحمة ” المطلوبة في العلاقة الزوجية.

المصدر:

كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين – مجموعة علماء – وزارة الأوقاف المصرية – 1423 هـ – 2002 م

author avatar
صحيفة الوفاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock