
قبل عامَيْن، وبعد رحيله عن باريس سان جيرمان، اختار ليونيل ميسي الانضمام إلى إنتر ميامي والدوري الأميركي بدلاً من الدوري السعودي.
ومع اقتراب عقده مع النادي الأميركي من نهايته بعد خمسة أشهر، يعود النجم الأرجنتيني ليواجه الاختيار الصعب نفسه، خصوصاً مع استعداد نادي الأهلي السعودي لبذل كل ما يلزم لإقناعه.
بعد محاولته الفاشلة قبل عامَيْن لضم ميسي عقب مغادرته باريس، هل ينجح الدوري السعودي هذه المرة في إقناع نجم التانغو الذي ينتهي عقده مع إنتر ميامي في 31 ديسمبر ؟ هذا ما يأمله مسؤولو نادي الأهلي في جدة، الذين بدأوا بالفعل محادثات مع اللاعب، وفق ما كشفته صحيفة «ليكيب» الفرنسية، صباح الاثنين.
الأهلي، بطل آسيا الحالي وصاحب المركز الخامس في الدوري السعودي هذا الموسم، يدربه الألماني الشاب ماتياس يايسله (37 عاماً، القادم من سالزبورغ)، ويضم في هجومه الإنجليزي الدولي إيفان توني، والجزائري رياض محرز. مهاجم برنتفورد السابق توني، أنهى الموسم ثاني أفضل هداف في الدوري السعودي بـ23 هدفاً، في حين أضاف محرز 8 أهداف و10 تمريرات حاسمة. أما لاعب الوسط غابرييل فيغا، ثالث أكثر اللاعبين تأثيراً في الفريق، فقد عاد إلى أوروبا بعد قبوله عرضاً من بورتو رغم تخليه عن أكثر من 90 في المائة من راتبه.
التفاصيل المالية للمفاوضات بين الأهلي وميسي لم تُكشف، إلا أن النادي، المتوّج بالدوري السعودي 9 مرات والمدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عازم على تحقيق الصفقة مهما كلف الأمر. ويبقى السؤال: ما نيات ميسي وعائلته؟
في ديسمبر 2023، وخلال مقابلة مع مجلة «التايم»، كشف ميسي عن أسباب اختياره ميامي، حينها، على الرغم من عرض سعودي تجاوز مليار يورو. وقال: «كان لديّ عدة خيارات على الطاولة، واضطررت إلى تحليلها والتفكير مع عائلتي قبل اتخاذ قرار المجيء إلى ميامي. خياري الأول كان العودة إلى برشلونة، لكن ذلك لم يكن ممكناً. حاولت العودة، لكنه لم يحدث».
وأضاف: «صحيح أنني فكرت كثيراً بعدها في الذهاب إلى الدوري السعودي. أنا أعرف البلد، وقد أسسوا مسابقة قوية يمكن أن تُصبح من أهم البطولات مستقبلاً.
بصفتي سفيراً للسياحة السعودية، كانت وجهة تجذبني، فقد استمتعت بكل ما زرته هناك، بالإضافة إلى نمو كرة القدم والجهود المبذولة لصنع بطولة على مستوى عالٍ. كانت السعودية أو الـدوري الأميركي، وكلاهما كان خياراً مثيراً».
على الجانب الآخر، يتمنى إنتر ميامي استمرار ميسي بعد عامَيْن في الدوري الأميركي، خصوصاً مع إعلانه خلال سبتمبر الماضي افتتاح ملعبه الجديد «ميامي فريدوم بارك» في 2026، وهو حدث يرى النادي أن وجود ميسي سيمنحه بُعداً عالمياً.
وكانت «The Athletic» قد كشفت في أبريل عن أن مفاوضات التمديد تسير في الاتجاه الصحيح.
وقال خورخي ماس، مالك النادي الأميركي، حينها: «النجوم تصطف نحو مستقبل عظيم، للنادي ولميسي. القرار يعود إليه بالكامل. أملي دائماً -وهذا ما نعمل عليه- أن أرى ميسي يلعب في ملعبنا الجديد عام 2026».
منذ ذلك الحين، نجحت السعودية عبر الأهلي في دخول سباق المفاوضات. فهل سيكون ذلك كافياً لإقناع النجم الأرجنتيني وتحقيق حلم المسؤولين السعوديين برؤية كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مجدداً في بطولة واحدة؟.